الأدب في العيادة
المريض يُعاد والصحيح يُزار
عن الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ فَذَكَرَ عِيَادَةَ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعَ الْجَنَائِزِ وَتَشْمِيتَ الْعَاطِسِ وَرَدَّ السَّلَامِ وَنَصْرَ الْمَظْلُومِ وَإِجَابَةَ الدَّاعِي وَإِبْرَارَ الْمُقْسِمِ. صحيح البخاري وعنه علي بن أبي طالب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ :« مَا مِنْ امْرِئ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِماً ، إِلاَّ ابْتَعَثَ اللهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ فِي أَيِّ سَاعَاتِ النَّهَارِ كَانَ حَتَّى يُمْسِي ، وَأَيّ سَاعَاتِ اللَّيْلِ كَانَ حَتَّى يُصْبِحَ ». ابن حبان وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:« مَنْ عَادَ مَرِيْضاً أَوْ زَارَ أَخاً لَهُ فِي اللهِ ، نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاك وَتَبوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً ». الترمذي يقول ابن القيم في زاد المعاد في هدي النبي في عيادة المريض : " وكان يَدْنُو من المَريض ويَجْلِس عند رأسه ويسأله عن حاله ؛ فيقول : كيف تَجِدُك ؟ وذُكِرَ أنه كان يسأل المَريض عما يَشْتَهِيه فيقول : هل تَشْتَهِي شيئًا ؟ فإن اشْتَهَى شيئًا وعَلِمَ أنه لا يَضُرُّه أَمَرَ به . وكان يَمْسَح بِيَدِه اليُمْنَى على المَرِيض ، ويقول : " اللهُمَّ رَبَّ الناسِ أذْهِب البَأس واشْفِه أنتَ الشافِي ، لا شِفَاءَ إلا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرَ سَقَمًا "... وكان يَدْعُو للمَرِيض ثلاثًا ، كما قال لِسَعْد : " اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا ، اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا ، اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا "... وكان إذا دَخَلَ على المَرِيض يَقُول له : " لا بَأسَ ، طَهُورٌ إنْ شَاءَ". مَرِض يحيى بن خالد فكان إسماعيل بن صُبيح الكاتب إذا دَخَل عليه يَعوده وقف عند رأسه ودَعا له ثم يَخْرُج فيسأل الحاجبَ عن مَنامه وشرابه وطعامه، فلمّا أفاق، قال يحيى بنُ خالد: ما عادني في مرضي هذا إلا إسماعيلُ ابن صُبيح. قال الشاعر:عِيـــادة المَرْء يومٌ بين يَوْمين ... وجَلسةٌ لك مِثْل اللَّحظ بالعين
لا تُبْرِمَنَّ مَريضاً في مُساءلة ... يكفيك من ذاكَ تَسْآل بحرفين
ومَرِض الأعمش فأبرمه الناس بالسُّؤال عن حاله، فكَتب قصَّته في كِتاب وجعله عند رأسه، فإذا سأله أحدٌ، قال: عندك القِصَّة في الكتاب فاقرأهاJ. وقال بكر بنُ عبد الله لقوم عادوه في مرضه فأطالوا الجلوسَ عنده: المريض يُعاد والصحيح يُزار، وقال سفُيان الثّوْريّ: حُمْق العُوّاد أشدُّ على المَرضى من أمراضهم ، يجيئون في غير وقت ويطيلون الجلوس. وقال الأوزاعي : خرجت إلى البصرة أريد محمد بن سيرين، فوجدته مريضاً به البطن، فكنا ندخل عليه نعوده قياماً. ودخل رجلٌ على عمر بن عبد العزيز يَعوده في مرضه، فسأله عن علّته، فلمّا أخبره قال الرجل : من هذه العلة مات فلان ومات فلان. فقال له عمر: إذا عُدت المَرْضى فلا تَنْعَ إليهم الموْتى، وإذا خرجتَ عَنَّا فلا تَعُد إلينا J. اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ