بغداد عودي بالفرح مــا أحلاه *** و قبليه ما للموت أفـــــــــــواه
إن نـــــــاح فيـــــــك صغيرا *** بأرواحنـــا نفديه لا ننســــاه
قعساء أقدام الكفر لن نزلزلها *** إلا بفجــــر تبتر فيه جبـــــاه
لقد نــــــادى الرضيع في ألم *** لقـــد استحلوا دمـــي أبتــــاه
أمي خشيت موتي فضمتني *** و سقتنــــــي من ريقها شذاه
بعدما بقروا ثدييهـــــا قل لي *** كيف ترضعني و أين سقياه
أبي دمي لن يراق سفهــــــاً *** فخلفي جيـــوش الموت أحراه
من ورائي أمة كبــــــــــــرت *** و وحـــــــــــدت ألا إله إلا الله
و جنينــــــاً يتدلى في سخط *** أين من نادوا لا للذل نرضـــاه
أين من هتفوا لا لليهـــــــــود *** إني لأســأل الرب رحمــــــاه
أين جند المسلمــــــــــــــــين *** أين من حمدوا لله عطايـــــاه
العالم أغمض عينيــــــــــــه *** و عن الصراخ أصم أذنـــــــاه
هيهـــــــــات للحق أن نعرفه *** بعدمـا صار له صور و أشباه
أفزعني من هـــــــدم ظلمتي *** و أضاء بلمع السيوف قبراه
صرخت و أمي ورائي تحتضر *** إن لي رباً جـــــل فــي علاه
يا حسرة أمة ضيعت فوارسها *** و سكتت حميـــــة الحق إكراه
فيا أمة الإسلام هبوا للقيـــــاه *** عدوٌ يوقن أنـــــــــا سنلقـــاه
نخوض أسودا زئيرنــــــا موت *** و صمتنا خنق و إعدام لدنيـاه
لا للموت نهدي رقابنــــــــــا *** و لا لليهود وطناً شهدنــــــاه
أيــا قدس هلل و كبــــــــــر *** و تلقى ندانا "لبيك أقصــاه