لأول مرة منذ عشرين عاما في مجال الصحافة لا أدري كيف ومن أين أبدأ الكتابة لأعبر عن ما أشعر به ومعي كل الجزائريين في هذا نوفمبر من سنة 2009 . ولكنني وجدت في العدالة الإلهية منفذا لأنها أنصفتنا, وأعادت لنا الاعتبار وحقنا في أن نتفوق و نتألق, ونفرح ونعتز ونفتخر, ونحمد الله ربنا جميعا وليس رب فئة دون أخرى.
العدالة الإلهية أنصفت رجالا سالت دمائهم ودموعهم على أرض الكنانة بتحريض من بعض المجرمين من الإعلاميين الذين أرادوا أن يفسدوا ما أصلحه الدهر بين شعبين وبلدين ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما.
العدالة الإلهية أنصفت الجزائر ليس على حساب مصر <حاشى لله> بل أنصفتنا على حساب الإعلاميين المزيفين الذين أرادوا المغامرة والمتاجرة بأبنائنا وأعصابنا , ووصل بهم الأمر إلى قمة الجهل عندما نالوا من بلدنا وشعبنا ورصيدنا وتاريخنا وعلاقاتنا مع شعبنا العزيز في مصر ,ويتحملون مسؤولية كل الدموع والدماء التي سالت في القاهرة والخرطوم بفعل التجريح والتحريض والتضليل الذي مارسوه .
<اللهم لا شماتة> لأن مصر تبقى أمنا أو أختنا كما شئتم , لأنه لا يتنكر لأهله وذويه إلا عاق , ولكن العدالة الإلهية كانت أكبر من ظلم الإنسان والزمان , ومن كل الذين ظلموا الجزائر ونالوا منها على مر السنين منذ فرنسا الاستعمارية المجرمة, إلى الإرهاب الهمجي الأعمى , إلى الذين لم يحترموا يوما هذا الشعب ولم يقدروا رجولته وشموخه وصموده وصبره على كل المتاعب والمحن .
العدالة الإلهية كانت أقوى وأعظم, وأعادت لهذا الجيل حقه في صنع المعجزات رغم المصاعب و الظروف. جيل عندما كان عمره عشر سنوات كانت الجزائر نارا ودخانا ودمارا , جيل كان وحيدا يعاني ويلات الإرهاب في وقت كانت الأم والأخت الكبرى آنذاك تتفرج على الجزائر وهي تحترق حتى طرق الإرهاب أبوابها <اللهم لا شماتة> .
العدالة الإلهية كانت أقوى وأكبر من بعض الجزائريين سامحهم الله الذين كانوا يتمنون الإخفاق لأن التأهل جاء بدونهم ,ولأن أنانيتهم استخسرت انجازا رياضيا أخر للشعب والوطن , وأرادوا أن يتوقف التاريخ الكروي عند انجازاتهم فقط .
العدالة الإلهية كانت أكبر وأقوى من كل مسئول عن نكسات الرياضة الجزائرية على مر السنين لأنهم لم يؤمنوا بجيل الاستقلال وإمكانياته في التفوق والتألق , وشككوا في قدراته , وحرموه من أدنى شروط الإبداع والنجاح .
العدالة الإلهية أنصفت راوراوة وسعدان وكل الرجال والكفاءات الجزائرية التي ظلمتها الأقلام والأفواه واتهمتهم بعدم الكفاءة والقدرة على بلوغ العالمية , وأنصفت جيلا رائعا من اللاعبين كانوا رجالا وأبطالا أبناء رجال ونساء, نعتز ونفتخر بالانتماء إليهم .
العدالة الإلهية أنصفت جمهورنا وشعبنا الغالي الذي لم يتأخر عن بذل الغالي والنفيس لأجل أن يكون مع أبنائه في القاهرة والخرطوم, ويقف وقفة رجل واحد في كل ربوع الجزائر ليشجعهم ويدعمهم مثلما دعم الشعب ثوارنا الأبطال في واحدة من أعظم ثورات التاريخ الحديث .
العدالة الإلهية كانت أقوى وأكبر وأنصفتنا ليس على حساب مصر ولا على حساب شعب مصر , ولكن على حساب ظلم الدهر الزمان والإخوان الذين نصبوا أنفسهم ناطقين رسميين باسم الأخت الكبرى وأشعلوا الفتنة وأعطونا الانطباع بأن الأخت الكبرى لا تريد الخير لأختها الصغرى .
اللهم لا شماتة في إخواننا اليوم وغدا , والحمد لله على نعمتك اليوم وغدا يا ربنا نحن أيضا وليس رب فئة دون أخرى , ولنفرح اليوم وغدا , وبعد غد نجدد العهد على مواصلة العمل والجهد والبذل بكل الحب فيما بيننا والإخلاص لوطننا من أجل التفوق دوما. وتحيى الجزائر أولا, الجزائر ثانيا, والجزائر أبدا..