نعم لقد كان بفضل الله انتصار له طعم خاص ، فمنذ زمن لم نفرح ..كنا ننتظر هذا الفوز حتى ننفس عما بداخلنا ، و الأيام دول ، اليوم لك و غدا لغيرك ، لا شيء يدوم فبعد السنوات الذهبية التي عشناها و انتصاراتنا و صعودنا لكأس العالم مرتين سنة 82 و 86 ثم فوزنا بكأس أمم افريقيا 90 جاءت الحقبة السوداء التي انعزلنا فيها عن العالم الآخر ليس في مجال الكرة فحسب بل في كل المجالات ، و كان فريقنا الوطني مشتت و ضائع ، و لكن ما يميز هذه المجموعة و من أهم صفاتها ليس مستواها الاحترافي العالي أو كونها تنشط في اكبر البطولات فقط و إنما يميزها حبها الكبير للوطن و التعلق الشديد بالجزائر و أن تمثيلها كرويا هو قضية وطنية بالدرجة الأولى فيمتزج ذلك بالإرادة و الفنيات العالية للاعبينا و إن قال البعض أن معظم لاعبينا محترفين و لا يتقنون حتى الكلام باللغة العربية فكيف لهم تمثيل الجزائر والدفاع عن ألوانها ، أقول لهم أين هم المحترفين الذين يرفعون راياتهم الوطنية عاليا في ملاعب أنديتهم ، و يحملون العلم الوطني على أيديهم ، يقرؤون القران و يدعون الله ...إنهم أبناء الجزائر و الكل يعرف معنى ذلك و لا أجد خيرا من كلام شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا حين قال بعد اتهامه بهجر الجزائر و الابتعاد عنها:
و قالوا هجرت البلاد و همت مع الشعر في كل وادي
أجل لقد بعدت لازداد قربا و يلهب حب بلادي فؤادي
و إني لتخليد حب بلادي مقيم على العهد رغم البعاد
و لا أود بهذا الكلام الإساءة إلى الجيل الماضي من اللاعبين فبرغم الظروف الصعبة كان هناك الكثير منهم من ظل وفيا للعلم و لا يمكن بأي حال أن ننسى ما فعله هداف المنتخب الوطني لكل الأجيال و الأوقات : عبد الحفيظ تسفاوت إضافة إلى العديد من اللاعبين أمثال بلماضي الذي لم يسعفه الحظ لإتمام مشواره مع الخضر ، دزيري و إن عاش القليل من الحقبة الذهبية، كراوش كان لاعب ممتاز و غيرهم نحييهم تحية قوية.
و لهذه الأسباب سقطت الأهرامات ، واندثرت أسطورة الكؤوس المتتالية التي ظلت تتغنى بنفسها و تشدو بثقتها الكبيرة في إمكانياتها التي لا تقهر و خبرة لاعبيها التي لا مثيل لها و التي قد تبين في الأخير أنها وراء الهزيمة الثقيلة فالثقة الزائدة في النفس تحولت إلى غرور و الخبرة العميقة الكبيرة تحولت إلى نقص من الناحية البدنية فلم يستطع المخضرمون أن يجاروا الأفناك و كان المباراة تكتيكية و تتطلب دماغ و هذا ما فعلناه .
و يجدر بنا ألا نغفل نقطة هامة و هي أن هاته المباريات تكون بين التكتيكات التي ينتهجها المدربون و أيهما أحسن فتفوقت حنكة ، هدوء و ذكاء الشيخ سعدان على ثقة و كل محاولات شحاتة فهذه المرة لم يبقى الشيخ جالسا على كرسي الاحتياط و لم يتدخل بلا جدوى فيما يجب و لا يجب بل وقف موقفا ايجابيا جدا و أعطى تعليماته و تفاعل نع كل اللقطات ..
نشكر الله على هذا الفوز فقد كانت ثقتنا فيه كبيرة ولم يخذلنا سبحانه و تعالى و كانت نتيجة المباراة دالة على أحقيتنا منذ البداية على الصعود للمونديال ..فالحمد لله ...
نشكر الشيخ سعدان الذي كانت ثقته في الله كبيرة و ظل متواضعا رغم الفوز الكبير و هذا من شيم الكبار و يعجبني فيك هدوؤك و صمتك الحكيم الذي يتبع دائما بانجاز يظل في التاريخ و كم تصعب قراءة أفكارك و لكن ما أحلى مفاجأتك كما فعلتها في سوسة 2004 و غيرها من المناسبات .
شكرا للرئيس روراوة على كل ما قام به و كل ما يجاهده من أجل العلو بالكرة الجزائرية إلى المحافل الدولية و ربي معاك يا الحاج و نحن واقفين بجنبك مهما كانت الظروف فلا تنظر وراءك
شكرا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة على التسهيلات و الدعم و الاعتناء بهاته الفئة و دفعها إلى تقديم الأحسن ...
نشكر لاعبينا الرائعين ، أسود الصحراء و معتلي قمم التحديات ، الخضر الأفناك
-المحارب كريم زياني الذي كان وراء كرة الهدف أدى ما عليه و وقف وقفة الرجال و لعب دورا مهما في الهجوم و وسط الميدان و الدفاع ...
- الماجيك عبد مجيد بوقرة كان رائع و أبطل أي نية لعمرو زكي لدخول المنطقة الجزائرية التي كانت منطقة محرمة
-قلب الأسد عنتر يحي المدافع ذو النزعة الهجومية كان في المستوى و رغم الإصابة أدى ما عليه و كان مسجل الهدف القاتل و المؤهل بكرة صاروخية فاقت سرعتها و روعتها أجمل الأهداف في افريقيا و قد حقق عنتر ما كان يوده و سجل بعدما وقف الحكم ضده تارة و العارضة و الدفاع مرة أخرى و لكن كانت رميته في منطقة الشيطان ما يحكمهاش كيما قال
-القائد يزيد منصوري بخبرته و لمساته و توجيهاته الممتازة كان رجل الخفاء الذي لايظهر دوره و مكانه إلا عندما يغيب فشكرا يا قائدنا العزيز
- الحلم غزال عبد القادر كنا ننتظر منه التهديف و إن لم تتمكن هذه المرة فقد فعلتعا من قبل و إن شاء الله ستفعلها مسبقا ..
-الصخرة القوية حليش رفيق ثقة في النفس و الإمكانيات جعلته يبرهن أنه لاعب ذو حنكة و خبرة و ملامسته للكرة احترافية كان صمام الأمان لدفاعنا و مرمانا
- نذير بلحاج صاحب المخالفات و التوزيعات المحكمة التي كانت سما قاتلا في دفاع الفراعنة و أدى دورا دفاعيا رائعا رغم تلقيه بطاقة صفراء في بداية اللقاء .
-مراد مغني الرائع صاحب الفنيات العالية و الامكانيات التي ترغم أقوى المدافعين على ارتكاب الأخطاء أمام هذا الشاب الذي إن حالفه الحظ سيتحول إلى أسطورة في كرة القدم
-يبدة حسان النجم الجديد أدى دورا جيدا في أول ظهور حقيقي له مع الجزائر و أثبت أنه لاعب كبير و له مكانته في التشكيلة الوطنية و سينسجم أكثر مستقبلا مع الفريق و سيقدم الأحسن إن شاء الله
-المخضرم و الفنان و الرائع رفيق صايفي صاحب المراوغات أدى ما عليه و ما كان يمكن أن يقدمه و أجمل هديه قد تأخذها يا صايفي قبل أن تغادر الفريق الوطني قد قدمتها أنت لنفسك و هي مشاركتك في المونديال فهنيئا لنا و لك يا رفيق
-الجدار الصلب و المفاجئة التي فجرها سعدان شاوشي فوزي رد على كل من شكك في إمكانياته و كان رجل
المباراة و سرق الأضواء من المخضرم الحضري و تألق كثيرا و نحن لم نتفاجأ فقد كنا نثق فيك
-الزاوي سمير صاحب الروح المرحة و الطيبة و النفس الجميلة أديت دورك كما ينبغي يا ابن الشلف
-مطمور الحيوي صاحب الصولات و الجولات تخلص من العقدة التي لازمته و الضغط الذي كان يعسشه و أدى الدور الذي طلب منه في الشوط الثاني و أقلق دفاع المنتخب المصري و كان مفيدا دخوله
-كمال فتحي غيلاس المدة القصير التي دخل فيها و لعبها كانت لها بعض الخطورة على الدفاع الآخر و اضطرتهم لارتكاب الخطأ ضده و أدى ما كان منتظرا منه
شكر لجميع اللاعبين سواء شاركوا أم لا فاحترام قرارات الطاقم الفني و عدم الاحتجاج عليها تبقي على الجو الهادئ و التركيز.
لم ننسكم أبدا يا من شاركتم من قبل و لم تكونوا اليوم ضمن التشكيلة :
جبور الرائع نتمنى تسوية وضعيته و يعود لسابق عهده و مستواه الحقيقي لأنه لاعب ممتاز
القواوي الحارس الأمين كنت دائما رائعا و لم تخيب ظننا فيك و كما تألقت في سوسة 2004 أما الكامرون و مصر شاوشي أخذ فرصته اليوم
رحو و بوعزة و العيفاوي و أوسرير و زماموش عبدون و الرائع المتألق دائما بزاز الذي لن ننسى ما فعلته أمام السينغال
شكرا على الروح الطيبة من الجميع و المحبة الواضحة لبعضكم البعض
لا ننسى من كانوا في التصفيات أمثال زارابي و كل اللاعبين الذين لم يهمه سوى المصلحة العامة و هي أن تحقق الجزائر الأهم بالتأهل
و شكر كبير للأنصار ، الجمهور الكبير الذي حضر المباراة و أبدى روح رياضية عالية ، شجع الفريق و كان اللاعب رقم 12 ، شكر لكل أبناء وطني الذين وقفوا رجلا واحد و تنقلوا رغم كل الصعوبات و هم يمثلون الروح الرياضية رغم كل ما يثار حاليا و يحاولون تشويه صورتك كما حاولوا من قبل مع لاعيبينا
و شكر كبير للشقيقة مصر التي منحتنا دفعة جديدة للكرة الجزائرية فهي بوابتنا للمونديال ..نعم لقد كنا الأذكى و تحكمنا في مجريات اللعب سجلنا و حافظنا على النتيجة بطريقة مشروعة و ذكية
و بذلك تتفوق الإرادة ، الفنيات ، الحرارة و عدم الاستخفاف بالأمور على الغرور و الخبرة و بذلك يحيل أسود و ثعالب الصحراء الفراعنة إلى التقاعد إلى إشعار آخر .
و في الأخير ل يجب علينا أن نرفع شعار : إننا قادمون فهذه ما هي إلا البداية و الأصعب قادم كأس افريقيا و مشواره الذي سنعرفه في العشرين من هذا الشهر و بعدها الموعد التاريخي مع المونديال حيث تتبارى أقوى المنتخبات و ان شاء الله ستكون لنا كلمة بهذه الحكمة من الشيخ و الأرمادة من اللاعبين
المهم أن ما سنقبل عليه هو الأصعب و أن مصر كانت عقبة قد تجاوزناها باستحقاق ، إنما التوجه إلى أنغولا و جنوب افريقيا فذلك هو العمل الحقيقي و الامتحان الأصعب .
إذن علينا جميعا أن نتوحد مرة أخرى و نقف مع منتخبنا في مشواره القادم و إلى المونديال سر ...
أعتذر على الإطالة لكن الحدث يستحق أكثر من ذلك
شكرا للجميع ....