علاج المعيون والمحسود
العين والحسد "18"
يتم علاج المعيون والمحسود بطرقتين الغسل والرقية وهما الأصل في العلاج وطرق أخرى ابتدعها العوام أذكر بعضا منها وأبداء بالأصل .
اغتسال المعيون بغسل العائن :
وتستخدم هذه الطريقة إذا عرف الحاسد ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : الْعَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا "رواه مسلم في صحيحه " .
طريقة الإغتسال: قال الزهري يغتسل له الذي عانه يؤتى بقدح من ماء فيدخل يده في القدح فيمضمض ويمجه في القدح ويغسل وجهه في القدح ثم يصب بيده اليسرى على كفه اليمنى ثم بكفه اليمنى على كفه اليسرى ثم يدخل بيده اليسرى فيصب بها على مرفق يده اليمنى ثم بيده اليمنى على مرفق يده اليسرى ثم يغسل قدمه اليمنى ثم يدخل اليمنى فيغسل قدمه اليسرى ثم يدخل يده اليمنى فيغسل الركبتين ثم يأخذ داخلة إزاره فيصب على رأسه صبة واحدة ولا يضع القدح حتى يخلو " وفي رواية حسبته قال: وأمره فحسا منه حسوات " يعني يشرب القليل منه" . ومن أراد المزيد عن طريقة الغسل فليرجع الى التمهيد لابن عبد البر (6/242)". والسنن الكبرى للبيهقي (9/242) .ومصنف عبد الرزاق (11/14) والمعجم الكبير للطبراني (6/79) ومجمع الزوائد للهيثمي (5/185) وغيرها من كتب الحديث وشروحه.
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ يُؤْمَرُ الْعَائِنُ فَيَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ الْمَعِينُ "رواه أبو داود قال الشيخ الألباني صحيح الإسناد".
وروي أن سعد بن أبي وقاص خرج يوما وهو أمير الكوفة فنظرت إليه امرأة فقالت : إن أميركم هذا لأهضم الكشحين " أَي دقيق الخَصْرين " فعانتـه ، فرجع إلى منزله فوعك ، ثم أنه بلغه ما قالت : فأرسل إليها فغسلت له أطرافها ، ثم اغتسل به فذهب ذلك عنه " التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر (6/239) ".
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز : علاج العين هل نكتفي بالرقية الشرعية، أم لا بد من الاغتسال من العائن؟
فأجاب : الرقية الشرعية علاج، والاغتسال علاج، إذا تيسر أن العائن يغتسل يعني لو ما اغتسل، المقصود يغسل وجهه ، ويتمضمض ، ويغسل داخلة إزاره، وأطراف قدميه ، ينفع هذا، يصب على المريض، ويغتسل به المعين ، هذا ينفعه بإذن الله، وإن غسل وجهه وتمضمض في إناء وصبه على المريض نفع بإذن الله، لو ما اغتسل. المقصود أن يغسل وجهه ، ويتمضمض ، ويغسل يديه وداخلة إزاره ، وأطراف قدميه ، وركبتيه هذا ينفع في علاج المعين. وقد جربنا أن غسل الوجه والمضمضة، وغسل اليدين لوحده يكفي بإذن الله في إزالة العين ، فإذا اتهم إنسان بهذا ، وغسل وجهه ويديه ، وتمضمض في إناء ، ثم صب على المريض يبرأ بإذن الله. " من فتاوى نور على الدرب موقع الشيخ ابن باز فتوى صوتية ومفرغة "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ويعالج عوام الناس الشخص المصاب بالعين عن طريق أخذ شيئ من أثر العائن كعرقه أو بقايا طعامه وشرابه ، أو شيئاً من ثيابه المستخدمة خصوصا ملابسه الداخلية كالفنيلة والسروال أو غترته و طاقيته وكذلك بعض شعره ، ثم يضعونه في الماء ويسقون المعيون بعضه ويغتسل بالباقي ، ويضع البعض الأثر المأخوذ من العائن على النار ويتبخر به المعيون ، هذا في حالة معرفة العائن والخوف من مصارحته واتهامه بالحسد ؛ أما إذا عرف العائن ولم يكن من حرج أن يخبر بان عينه أصابت المعيون فالعوام تطلب من العائن أن ينفث على جسم المعيون ويذكر الله ويبرك عليه فيحصل الشفاء بإذن الله تعالى .
هذه بعض الحيل التي إبتدعها بعض من أصيب بالعين في الحصول على أثر العائن :
- شرب ما يتبقى في فناجيل القهوة والشاي وكاسات العصير التي استخدمها العائن وكذلك غسلها واستخدام الماء شربا وإغتسالا وقس على ذلك الملاعق والشوك وغيرها من الأواني.
- أخذ بقايا نوى التمر والسدر والمشمش والكرز وبقايا قشور البطيخ وما شابه ذلك " توضع في ماء ويستخدم شربا وإغتسالا " .
- أخذ بقايا قشور الحب "الفصفص" بعد أن يقدم للعائن مع المكسرات.
- مسح مقابض وعتب الأبواب التي لمسها أو مشى عليها العائن بدون حائل بمنديل مبلل بالماء " يوضع في ماء ويستخدم شربا وإغتسالا" .
- يقدم للعائن بعض الفواكه ومن ثم يؤتى له بإناء فيه ماء ومنشفة ليغسل يديه في مكانه .
- مسح أو غسل حذاء العائن وهذا يفعله البعض مع الرجال خاصة عندما يخلع العائن حذائه ويدخل المسجد يأتي المعيون فيأخذ الحذاء فيمسحه بنشفة رطبة أو يغسله في إناء بسرعة ثم يرجعه وكأنه توضأ به.