ectopharm عضو متألق
عـدد مساهـماتـكـ ✿ : 454 تـاريخـ التسـجيلـ ✿ : 16/06/2011 العمر : 35
| موضوع: ليس لك من الأمر شيء ... السبت 9 يوليو 2011 - 19:56 | |
| من الجهل أن يخفى على الإنسان مراد التكليف ، فإنه موضوع على عكس الأغراض . فينبغي للعاقل أن يأنس بانعكاس الأغراض . فإن دعا و سأل بلوغ غرض تعبد الله بالدعاء . فإن أعطى مراده شكر ، و إن لم ينل مراده فلا ينبغي أن يلح في الطلب ، لأن الدنيا ليست لبلوغ الأغراض ، و ليقل لنفسه و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خير لكم . من أعظم الجهل أن يمتعض في باطنه لانعكاس أغراضه ، و ربما إعترض في الباطن ، أو ربما قال : حصول غرضي لا يضر ، و دعائي لم يستجب . و هذا كله دليل على جهله و قلة إيمانه و تسليمه للحكمة . و من الذي حصل له غرض ثم لم يدرك ؟ هذا آدم طاب عيشه في الجنة و أخرج منها . و نوح سأل في إبنه فلم يعط مراده . و الخليل إبتلى بالنار . و إسماعيل بالذبح و يعقوب بفقد الولد . ويوسف بمجاهدة الهوى ، و أيوب بالبلاء . و داود و سليمان بالفتنة ، وجميع الأنبياء على هذا . و أما ما لقي نبينا محمد صلى الله عليه و سلم من الجوع و الأذى و كدر العيش فمعلوم . فالدنيا و ضعت للبلاء ، فينبغي للعاقل أن يوطن نفسه على الصبر ، و أن يعلم أن ما حصل من المراد فلطف ، و ما لم يحصل فعلى أصل الخلق و الجبلة للدنيا ، كما قيل : طبعت على كدر و أنت تريدها صفواً من الأقذاء و الأكدار و مكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار و ها هنا تتبين قوة الإيمان و ضعفه ، فليستعمل المؤمن من أدوية هذا المرض التسليم للمالك ، و التحكيم لحكمته . و ليقل . قد قيل لسيد الكل : ليس لك من الأمر شيء . ثم ليسل نفسه بأن المنع ليس عن بخل ، و إنما هو لمصلحة لا يعلمها ، و ليؤجر الصابر عن أغراضه ، و ليعلم الله الذين سلموا و رضوا . و إن زمن الإبتلاء يسير ، و الأغراض مدخر تلقى بعد قليل ، و كأنه بالظلمة قد إنجلت ، و بفجر الأجر قد طلع . و متى إرتقى فهمه إلى أن ما جرى مراد الحق سبحانه ، إقتضى إيمانه أن يريد ما يريد ، و يرضى بما يقدر ، إذ لو لم يكن كذلك كان خارجاً عن حقيقة العبودية في المعنى . و هذا أصل ينبغي أن يتأمل و يعمل عليه في كل غرض إنعكس . | |
|
HADJ TISSAGE النائب العام
عـدد مساهـماتـكـ ✿ : 3452 تـاريخـ التسـجيلـ ✿ : 14/01/2010 العمر : 33 المـوقـــــ ع ✿ : سيدي سعادة
| موضوع: رد: ليس لك من الأمر شيء ... الإثنين 1 أغسطس 2011 - 7:59 | |
| | |
|