عاد الاب متأخرا من عمله كعادته وقد اصابه الارهاق والتعب
فوجد ابنه الصغير ينتظره عند الباب سائلا اياه : كم تكسب من المال في الساعة يا ابي؟
...
فردّ الاب غاضبا:
هذا ليس من شأنك كيف لك ان تسالني مثل هذه الاسئله!
فرد الابن: فقط اريد ان اعرف ارجوك اخبرني .
فرد الاب وقد ضاق ذرعا به : خمسين دينارا في الساعه.
فأطرق الابن وقال : هلا اقرضتني عشر دنانير من فضلك ؟
فثار الاب وقال لابنه : اذا كنت تريد ان تعرف كم اكسب لكي اعطيك عشرة دنانير
تنفقها على الالعاب والحلوى فاذهب لغرفتك ونم . فانا اعمل طوال العام ولا وقت لدي لتفاهتك هذه.
لم ينطق الصبي وذهب بهدوء الى غرفته .
جلس الاب غاضبا محدثا نفسه : كيف يستجوبني بهذا الاسلوب الابتزازي للحصول على بعض المال؟
وبعد ان هدأ بدأ يفكر فيما حدق وشعر بانه كان قاسيا مع طفله فذهب الى غرفة ولده وفتح الباب قائلا :
هل انت نائم يا عزيزي؟
فرد الابن: لا ما زلت مستيقظا
فقال الاب: لقد كنت قاسيا معك
فقد كان اليوم طويلا وشاقا في العمل, تفضل هذه عشردنانير
تهلهل وجه الصبي فرحا وقال:شكرا يا ابي وفوجئ الاب بالصغير يضم الجنيهات الى اخرى تحت وسادته
فاستشاط الاب غيظا لان الصغير طلب المال ومعه غيره وساله غاضبا :
لماذا طلبت المال وكل ذلك معك ؟
فرد الطفل ببراءة: لم يكن لدي ما يكفي , الآن اصبح لدي خمسون دينارا , واريد ان اشتري ساعة من وقتك يا ابي نقضيها معا..
... من كتاب موعد مع الحياة ...
... د. خالـــــد المنيـــــــف ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]