هناك ظاهرة أشغلتني جداً ألا وهي ظاهرة الاستهزاء بالملتزمين

فعلا ياأختي همس الليالي هاته الظاهرة قد ذاع صيتها في مجتمعاتنا ، و أصبح

المتضرر منها هو ديننا الحنيف ، و انّ التطرق الى هاته الظاهرة يدعونا الى التفكر

في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : جاء الاسلام غريبا و يذهب غريبا ،

فطوبى للغرباء ،

لو نأتي الى فهم هذا الكلام نجد أنّ هاته الظاهرة في أيامنا تشبه ما حصل

للمسلمين في بادىء الأمر ، حين كانت الوثنية سائدة ، فلما بعث محمد

صلى الله عليه وسلم ، فاصبح من تبعه من المسلمين غرباء لدى الكفار ،

لأنّهم اتبعوا دينا جديدا ، و كلنا نعلم بأنهم على حق في اتباعهم لذلك الدين ،

و نفس الشيء تقريبا هو ما يحدث في عصرنا ، نحن اناس ندعي الاسلام

و لانتقيد بكل تعاليمه ، فنأخذ منه ما يخدم مصالحنا ، و نبتعد عن الأمور

التي قد تحد من حرياتنا - كما نتصور طبعا - ، و لما يأتي الينا انسان سواء

كان رجلا أو امرأة يتقيد بتعاليم الدين ، كأن يلتحي و يقصر الرجل ،

أو تتجلبب المرأة ، فسرعان ما نبدأ بالتغامز عليهم ، أو أبعد من ذلك نسخر

منهم ، و كأنهم غرباء عن مجتمعنا ، فتجد الملتحي جالسا وحده في مكان

ما ، لكن يجب أن بشر هؤلاء الغرباء كما بشرهم من قبل خير الأنام ، لما

قال لهم : طوبى للغرباء ، أي المفاز كل المفاز لهم ، الجنة مثواهم ،

و لكن نحن كمسلمين يجب علينا أن نحارب هكذا مظاهر سلبية في

المجتمع ، و أن لا نحسس هؤلاء الملتزمين بالغربة في المجتمع ،

بأن نجذبهم الينا ، و أن نتبادل أطراف الحديث معهم و أن نحذوا حذوهم

ان كان بامكاننا فعل ذلك ،



شكرا أختي همس الليالي على الموضوع ، نتمنى مواصلتك على نفس المنوال ،



تقبلي مروري



.

قال أحد الحكماء ليس يخلو المرء من ضد ولو حاول العزلة في رأس الجبل