فسيفساء الغبن لدى الجار ــــــــ بقلـــمي

فسيفساء الغبن لدى الجار

في ليلة من الليالي الصيفية

وحين اجتمعت عليا الأمراض

أصابني مع الفجر دوار

فقمت من فراشي إلى نافذةٍ في نافذتي

أرى جارنا الشيخ

يركع لخالق اللّيل والنهار

والتفّت به الدنيا

تدفعه إلى الجحيم

تدفعه إلى النار

وفي يومٍ من الأيام

وأنا عائد من إقامتي الجامعية

منتصف النهار

وجدت موكب زفافٍ

ورأيت الجار

تمدّدت على وجهه الأوتار

وتعالت الأصوات

عن مهرٍ، عن عقد قران

وعن دار

ستسكنها ابنته الوسطى

وتضع فيها حدّاً للحوار

تضع حدّاً للقفار

ورحل الجميع

إلى المزاد

وأُعلن البيع

بأدنى الأسعار

باعوها بدينار

وأخذوا البنت، إلى الجحيم

إلى بداية الآلام

وضحك الجار

واسترسلت الأوتار

وجاء مبعوث يقول...

أختي تسكن الجنان

وتلبس الحرير، وتلبس النار

وابنته الصغرى يوم زفاف

تركض بأبيها إلى حفر جهنّم

وتسبح مع عشيقها

في شاطئ العار

وترمي بالمنشفة على وجه أبيها

فلا يحدث انفجار

أسبوع واحد بعد الزفاف

سيّارة تحمل في جوفها نبأ الموت

تحمل سيّء الأخبار

وقد عادوا بابنته الوسطى

عادوا بها إلى الدّار

واجتمع الكلّ من جديد

مثل يوم العيد

وأبي مثل الأمم المتحدّة

كقوّات حفظ السلام

ذهب لينام

وترك العار

ترك الشيخ وحيداً يكابد الموت

وجهه مندهش

وعادت إلى أوّل المشوار

عادت الأوتار

وجاء على لسان ابنه البكر

اتركوا أختي وارحلوا

ارحلوا إلى جوار

خلف نسائكم

ورحل الكلّ في استعار

لم يدرك ابنه البكر

كم أنّ في كلماته رجولة

كم أنّ أبيه

تلهوا به الأعمار

و يلهوا به طيش أبنائه

وكبرياؤهم

المضروب في الأصفار

وضُرِب كلّ شيءٍ في أصفار

وعاد إلى الغبن الجار

عاد ينفض الغبار

عن لوحة حياته المفهومة

فسيفساؤها تسرّ الأنظار

وداخلها يكمن الذّل

والفقر والأوبئة والأمراض

وجبهة استغفار

جنّدت لحربها بصيص إيمانٍ

وأمل في انتصار

بصلاة فجرٍ

تحت النجوم

ومناجاة الواحد القهّار

بقلـــــــــmeـــــــم

بارك الله فيك وفي قلمك الرائع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكراً الحاج

شكراً نورالدين

على مروركما الرائع وعلى ردّيكما المحفّزين

فعلا ان هذه القصيدة رائعة لأنها هادفة حيث تعالج مجموعة من المظاهر

الاجتماعية السلبية السائدة في مجتمعنا و بأسلوب متميز تميز قلم كاتبها .

لا تحرمنا من جديدك.

.

» "الصبر على أذى الجار"