كلّ الجـــزائريين مطربــون

قسما بالنازلات الماحقات، والدماء الزكيات الطاهرات والبنود اللامعات الخافقات، في الجبال

الشامخات الشاهقات...... إلى غير ذلك

هل تعلمون أنّها المرّة الأولى التي أكتب فيها كلمات من النشيد الوطني؟

لكنني أحفظ أجزاءه كافّة عن ظهر قلب

عند كتابتي لكلمة "النازلات" أحسست بوقعها غريب فاستغربت

وفكّرت قليلاً قبل أن أتأكّد أنّني أحفظ النشيد الوطني عن ظهر قلب

وبريتم معيّن وبنسق معيّن وبنغمة معيّنة، فلو حادت قراءتي

عن ذاك الريتم والنسق وتلك النغمة إستغربت

وتردّدت ووقعت في الخطأ....

هل الذنب ذنبي؟ هل ذنبي أنّني حفظت النشيد الوطني

مثل الأغاني؟ هل ذنبي أنّ الروح الوطنية علّموني أن أغنيها؟

وهل الذنب ذنبي أنّني قضيت تسع سنوات أردّد تلك الأغنية

ظٌهر كلّ خميس وصبيحة كلّ سبت حتى أصبحت أتقنها أكثر

من ملحنها، حتى صرت أتفوّق على كاتب كلماتها في كيفية إلقائها

لكنّني لم أدرك قبل الآن أنّ كاتبها كان يعي كلّ حرف كتبه وكان يعي الكلمات

دلالاتها....

لقد تفوّق علي"مفدي زكرياء" في ذلك، تفوّق علي من كتب كلمات كلّما سمعتها

(يشوّك لحمي) ، ولكنّني صرت وصار الناس من بعدي، يغنّون

كلماته شاردي الأذهان، مائلون متمايلون، ناعسون متثائبون

صبحاً وعشيا، لا يفقهون مايقولون، لا يعجبهم مايغنّون

لم يكن يوماً ذنبي أنّني النشيد الوطني لم تٌشرح لي كلماته

لم تٌشرح لي ماهي النازلات ولا الماحقات، ولم أٌعلّم ماهي البنود

ولا لمـا هي خافقات؟؟

لم يكن يوماً ذنبي أنّني أٌمرت بأن أقول مع القائلين وأنضمّ إلى كورال

يردّد مقاطعاً لا أفهمها مثلما لا أفهم كورال الكنائس

الذنب ذنب ذاك المخلوق البشري الذي جعل التلميذ صبيحة كل يوم

وعشية كلّ يوم يلقي على زملائه نفس الديباجة،

وهو واقف أمام سارية العلم مردّداً: " شباب... كمّ مستعد "

(عوض "شباب... كنّ مستعد") ضاع المسكين فلم يعد يفرّق

بين كنّ وكمّ ولا بين الطلوع ولا النزول

عندها يملّ التلميـذ وعندما يصير في سن الـ 24

يفهم أنّ الروح الوطنية هي التأهل إلى نهائيات كأس العالم .....

بقلــmeــم

زائر

كل الجزائريين مطربين قلالين زمارين وقل حتى ممثلين

أو ربما صيادلة ؟إذ أنهم تأكدوا أو ظنوا أننا فقدنا الشهية الوطنية وصفوالنا علبة دواء"النشيد"حبة الصباح وحبة الحشيا

شـكرا خويا المختار على طرحك المتميز

[صحيح أخت كوثــر

ولكننا صرنا مدمنين، على الأقراص

صرنا لا منطقيين، عندما لا نطبّل

شكراً على لمستك الرائعة في زاويتي...