خصّ العمــــية غي الكحـــــل

يوم الجمعة،

عيد المسلمين، أصبحت تقام الوعدات،

لم يعمل الناس في ذلك الحين على طلب

إعتماد "الطعومات" من السلطات المحلية

ولكن هذه الأخيرة وجدت نفسها مجبرة

في سبيل الهروب من ويلات المجتمع المتحضّر

والمثقف، مجبرة على إيلاء الأهمية المبالغ فيها

لمثل هذه التظاهرات التي يمكن إدراجها ضمن

"وزارة اللهو والإلهاء" التي صلاحياتها تتمثل في

رمي العظام في الأفواه.

لما نجد إطارات سامية وشخصيات من المستوى

الرفيع تعطي الأضعاف المضاعفة من وقت دراسة

المشاريع لمثل تلك الأفعال "المخلة بالتاريخ" لا

يسعنا إلاّ الإنعجال في ضوضاء "الغايطة" وما على

إصابعنا إلاّ أن تنتفخ من ضرب "البندير"...

نعم، لقد ضربت يوما ما "البندير" ونفخت في

"الغايطة" وقد أعجب الكثيرين عزفي، والآن وبعدما

فارقت "التطبيل" صرت ذلك المغرّد خارج السرب

والمخل بالنظام العام وصرت أُنعت بذاك الشاذ الذي

يترفّع على تقاليد مجتمعه التي لا يعلى عليها حتى

المسؤولون السامون.

ولكن، لقد نسي هؤلاء أن أولئك الذين صاروا في

لحظة من اللحظات قدوتهم في ترسيم مثل هذه

التظاهرات نسوا أنّهم لم يتخلّوا عن الجلوس على

"الفوتايات" ومشاهدة الفنتازيا من حيث لا يشاهدون....

كان جديراً بهؤلاء أن لا يكسروا الروتين وأن لا يخالفوا

قوانين الطبيعة بخروجهم مبكراً من السبات الذي

تمجّده مؤسساتهم أيام " الإنفجار الإجتماعي"

على وزن "الدخول الإجتماعي"....

كان عليهم حين الخروج للعيان أن يخرجوا مثلاً لتسوية

وضعية المئزر المعتوه الذي تاه بين الألوان،

لا لسماع "الغايطة" التي أترّفع عنها حتى أنا،

أنا العبد المنفجر الضعيف.


مايمكن قوله لهؤلاء هو "خصّ الطرشة غي الغايطة"

على وزن " خصّ العمية غي الكحل".