اللهم أهِله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام.
أَهَلَّ علينا رمضان، وأهل معه الخير والبركة والنور.
شهر يشمر فيه المؤمنون عن سواعد الاِجتهاد، تقربا إلى الله تعالى، وتعرضا لنفحاته سبحانه، واغتناما لأيام معدودات استجابة للحكمة الربانية منه:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ .
رمضان غنيمة المؤمنين، وشفاعة الطائعين المتقين، وحصن الفارين إلى ربهم من نيران الهوى وقيود الذنوب.
يقول صلى الله عليه وسلم: "إذا كانت أول ليلة من رمضان فتّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وغلـّـقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب، وصفّدت الشياطين، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" . أخرجه البخاري ومسلم.
ويقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: "أتاكم شهر رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه برحمته، ويَحط الخطـايـا، ويستجيب الدعاء، ينظر إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم رحمة الله" . أخرجه الطبراني.
أجوافٌ تمتثل للأمر الرباني فتصوم عن شهوات النفس ورغباتها، وألسنةٌ تمسك عما سوى الذكر والتلاوة والاِستغفار والتسبيح والتهليل، وقلوبٌ تنشغل عما سوى التفكر فيما يسمو بها في معارج الإيمان والإحسان، وتتجاوز وتسامح وتصفح لِيُصْفَحَ عنها، وجوارحُ تقوم وتركع وتسجد وتجاهد وتخشع وتتقي وتمتثل وتُنفق وتَحْنُو ليكون لها نصيبها من المعفرة والرحمة والعتق من النار.
أخرج ابن أبي الدنيا وغيره بسند حسن من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال فيشفعان" .
ومع الطاعات والقربات إخلاص العبد الدعاء لله بالمغفرة، وبالبركة في الأهل والمال والولد، وبالتيسير والنصر للمؤمنين ولأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.