قصـــة "صمت خجول" ـــــــــ مراد مغني

كنت البارحة أشاهد برنامجا ما على جهاز الإستقبال... فجأة حوّلت

على قناة الجزيرة الرياضية لأجد أن موجز الأخبار قد بدأ... وتبدأ

الصدمة... أسميها صدمة ... تلك التي تلقيتها إثر سماعي خبر

إستحالة مشاركة مراد مغني في المونديال.... إستحالة مشاركة رجل

إبن رجال.... رجل لم يساوم أبدا على حب بلاده..... رجل أسر قلوب

الآخرين.... رجل كسب الكثير من الإحترام وما كمّ التعاطف الذي

تلقاه إثر تعرضه للإصابة اللعينة إلا دليل على روح هذا الرجل

الطيّبة. دليل على مكارم الأخلاق....



حبّ الجزائريين لك يا مراد إعتباطي... مهما غبت عنّا وكلما طال

غيابك.... ستبقى..... جدران قلوبنا مقاما مخلّدا لإسمك.

كنت وسوف تظلّ دوما ذلك اللاعب الذي تحنّ إلى قدماه الكرة

ذلك المبدع الذي شاءت أن تحرمنا الأقدار من مشاهدة أجمل قصة

حب جزائرية على مسارح جنوب إفريقيا أبطالها قدمك يا مراد والكرة.



حرمتنا الأقدار يا مراد من براءتك.... من جمال أخلاقك.... من

إبتسامتك الخجولة وصمتك الجميل الذي جعلني أؤمن أن السكوت من

ذهب وأنّك من لؤلؤ يا مغني....



صعب جدّا تعويضك يا مراد ليس فقط لأنّ الكرة تلتصق بقدماك...

وليس فقط لأنك (مرمدت المحمدي وزيدان) في مباراة القاهرة

ولكن أيضا لأنه من الصعب ايجاد لاعب يقبل دعوة بلاده منذ

الوهلة الأولى، دون لحظة تفكير ودون تردد ودون مشاورات...

من الصعب ايجاد لاعب يتمنى لعب التصفيات من أجل بلاده ويتقبل

والدموع تروي خدوده قرار ابعاده عن تشكيلة المونديال بنظرة

حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارقة....





كنت .... ولازلت .... وستظل يا "مراد" أفضل لاعب بالنسبة إلي

ليس فقط لداعي فنّك الجميل .... ولكن أيضا .... لصمتك الخجول.