السلام عليكم
أيا بيتاً كنتُ أزوره صباحَ مـــساء
أرشُّ عليه ماء الندى و عطرَ السـماء
أرى خلاّني ، منهم من رعى فينا الوفاء
و خاطفٌ يخطفُ العقلَ قـبل الأسماء
إنّ فقدان كلَّ أخٍ عــندي عـــزاء
فـما بالكَ إن كان بيتاً تناثر في الهواء
و أصبحَ كوْمةً للبومِ و الغِربان سـواء
يا حبّذا لو ضربوا أعناقنا و اخرجونا في العراء
لــكان خيرا لقلوبِنا مــن هذا الإغماء
و تركوهُ شامخا بأعْيُـننا رايتهُ بيـضاء
أشكوكَ ربي في بيتٍ دُمِـرَ دون قضاء
و تراقصت على أركانهِ ضباعُ الـصحراء
لا بيتَ يأويني بـعده مهما كان الإغـواء
بيتاً بنيْناهُ ٠٠ و شيّدناه ٠٠ لم نبالي بالعناء
اليوم أبكيهِ و عيني ما عرفت قبله بـكاء
أصبحتَ بفعلةِ فاعلٍ ذكــرى صـمّاء
و ما أصعبَ الذكرى من عرفها بـولاء
نبكيكَ وجعا و دمـعا لم تعْهدهُ الـنساء
قـبّحَ الله يداً بفعـلتها تجمّلت بالحناء
و قبّح الله لسـاناً إتخذنـا أعــداء
تـباً لي إنْ تسميْتُ بـأميرِ الشعراء
و تباً لي إنْ غـفلتُ عن أيادٍ بـلهاء
نزلتْ على الشجونِ لدحرِ العظــماء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]