مقدمه خطبه عن عقوق الوالدين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلن تجد له مضلاً أبداً ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً ، فرداً صمداً ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أحسن الناس خلقاً وخلقاً ، وعبادة وورعاً ، وزهداً وتقوىً ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير ألٍ وأفضل صحباً ، وسلم تسليماً مديداً كثيراً . . . أما بعد : فاتقوا الله عباد الله ، فالتقوى طريق لجنة المأوى ، وسبيل لملك لا يبلى ، ونجاة من نار تلظى ، فتدرعوا بها ليلاً ونهاراً ، وألزموها سراءً وضراءً ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } ، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } .وبعد أخوتي في الله تعالو لنعالج هذا المرض الذي سرى بشباب الامة هذا المرض حذرنا الله منه ورسوله أيضاً حذرنا منه ُ ألا هو عقوق الوالدين نعم عقوق الوالدين قال تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )الإسراء
هذا ماجاء من قوله سبحانهُ وتعالى وذكر أيات كثيرة في البر بل والدين ومنه في سورة لقمان وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم قال (صحيح) عن أبى بكرة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" ثلاثاً. قالوا: بلى يا رسول الله! قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئا - ألا وقول الزور" ما زال يكررها حتى قلت: ليته سكت.حتى عدههُ من الكبائر بل حتى لايقبل الجهاد في سبيل الله الا برضى هم أسمع الى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان فقال ( ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما ) وهناك قصص في العقوق تشيب له الرئس وللعقوق ثمن أسمع الى هذه القصة ومن بعد سوف نعرف ما ثمن العقوق قصتنا اليوم مع امرأة طالما تَعِبت في تربية ولدها ,, سهرت معه الليالي والأيام حتى تعوِّضه عن أباه الذي فقده وهو صغير ,, تركت هذه الأم الزواج طول حياتها من أجله حتى لا يُشاركها أحدٌ في برِّها وعَطْفِهَا وحنانها ,, كم بذلتْ وكافحت وتحمَّلتْ وصبرت حتى توفِّر لولَدِها لُقْمَةُ العيش ,, فإليكم قصة أم سامي ,,,
هي الآن تنتظره أنْ يعود من الجامعة !! لأن هذا اليوم هو يوم تخرج سامي من الجامعة , وما هيَ إلاَّ لحظات فإذا بها تسمع صوت سامي يقطع عليها الذكريات ,, أمي !! لقد نجحت بتقدير امتياز فلم تتمالك الأم نفسها فأخذتْ تبكي فقال لها سامي : لا تبكي يا أمي , سأعوضك إن شاء الله عن كل تعب ومشقة عانيتها ، فقال لأمه أنه يريد الزواج فعرضت أمه عليه ابنة جارهم ، فهي فتاة مستقيمة وذات خُلُقْ ودين جمال ، فقال سامي : أنا لا أريدها !! إنها فتاة لا تناسب مستواي ، وعقليتها ليست عقلية عصرية متفتحة ، أنا أريد الزواج من شقيقة صديقي سمير ، فهي فتاة جامعية عصرية مثقفة مُتحررة مُنفتحة غير مُنغلقة أو مُتحجرة ، فلقد تعرف عليها سامي عندما اتصل ذات يوم بصديقه سمير فأجابت هيَ على الهاتف فَسَحَرَهُ صوتها وأعجبه كلامها المتحضر فَهامَ فؤاده بها .
لم تنجح محاولات الأم في إقناعه بابنة جارهم ، فوافقت الأم على الزواج وهيَ مُكره .
تزوج سامي ومرَّت الأيام وأم سامي غير راضيه عن تصرفات زوجة ابنها ، فهيَ لا هَمَّ لها إلاَّ المكالمات والخروج بمفردها أو مع صديقاتها ، وكان أكثر ما يُغضب أم سامي هي الملابس التي كانت تلبسها زوجة ابنها ، فتحدَّثت الأم إلى ابنها عن هذه الملابس التي تلبسها زوجته فردَّ عليها بكل برود : يا أماه .. إنَّ لكل عصرٍ طريقته الخاصة في الملابس والأزياء ، فكَتَمَتْ الأم غيضها ولاذتْ بالصمتْ ، ومع مرور الأيام ازدادت الحالة سوءًا فتحدَّثت الأم إلى ابنها فقال لها : يا أمي أرجوك لا تتدخلي في حياة زوجتي الخاصة ، فلزِمتْ الأم الصمت والألم يعتصر قلبها .
مرَّتْ الأيام وبدأت الزوجة بالتذمُّر من أم سامي وتتهمها بالإهمال وعدم مراعاة مشاعرها وأنها امرأة مُتطفِّلة ، والمشكلة أن سامي كان يُصدِّقها في هذه الاتهامات الباطلة ، ومع مرور الأيام ازدادت المشاكل في البيت وكانت أم سامي صابرة مُحتسبة ، وبعد أيام وصل بسامي أن رفع صوته على أمه ولومها ولكن الأم كانت صابرة محتسبة حرصاً على سعادة ابنها وزوجته وحفاظاً على بيته من الانهيار .
ازداد حُب سامي لزوجته بعد أن وضعت طفلها الأول وقالت له : عليك أن تختارني أو تختار أمَّك فالبيت لا يتسع إلاَّ لواحدة مِنَّا ، لم يكن الاختيار صعباً على سامي فلقد اختار زوجته للبقاء في المنزل وأن تخرج أمه منه .
كان التخلص من أم سامي يوم الخميس بعد انتهت من صلاة الفجر أتاها سامي وهي على سجادتها فقبَّل رأسها على غير عادته ، فقال لها : نُريدك يا أمي أن تخرجي معنا اليوم للنزهة على البحر ، فلم توافق أمه إلاَّ بعد محاولات من سامي ، خرجوا للنزهة ثم تناولوا الغداء بعد ذلك قال سامي لأمه : سنذهب أنا وزوجتي للسلام على صديقي في الخيمة المجاورة ، وأعطاها ورقةً وقال لها : هذا رقم جوالي اتصلي علينا إذا تأخرنا عليك من الكابينة القريبة .
استسلمت الأم للنوم ولم تستيقظ إلاَّ بعد العصر ، وسامي وزوجته لم يعودا حتى الآن فهي قلقة عليهم ، بحثت عنهما فلم تجدهما فأخذت تبكي على فلذة كبدها وبينما هي كذلك تذكَّرت الورقة التي أعطاها سامي ، أخذت تسأل عن كابينة قريبة فقيل لها : إن أقرب كابينة على بُعد كيلو ونصف ، فما كان منها إلاَّ ذهبت تـجُـرُّ خُطاها إلى الطريق الرئيسي لعلها تجد ابنها ، وبعد فترة طويلة بعد أن أصابها الخوف والجوع والتعب مرَّتْ بها سيارة يقودها أحد الأخيار فرآها تبكي فوقف ونزل من سيارته وسألها عن حالها وما هيَ قصتها فأخبرته بالقصة ثم أخذ منها الورقة ويا ليته لم يأخذها فوجد مكتوباً فيها :
( يُرجى مِمَّن يعثر على هذه العجوز التائهة أن يُسلِّمها لأقرب دار للعجزة والمسنين ) ..
لم تُفلح محاولات ذلك الشاب في أن تبقى أم سامي عنده هو وزوجته في البيت ، فقام بإيصالها إلى دار العجزة والمسنين .
بدأت أم سامي حياتها الجديدة في دار العجزة وهي تقول لنفسها :
هل يُعقل أن هذا سامي؟ هل هذا جزاء الإحسان؟
كانت أم سامي شاردة الذهن فقالت لها المشرفة لقد اتصل بنا سامي وأعطانا رقم هاتفه لنتصل عليه متى احتجنا إليه ، فقالت الأم : بل لتتصلوا عليه عندما أموت ...
حاولت المشرفة وأم سامي الاتصال على سامي ولكن لم تُفلح جميع المحاولات ، وفي يوم من الأيام كانت حالة أم سامي خطيرة فاتصلت المشرفة على ابنها فقالت له : إنَّ حالة أمك خطيرة ولابدَّ عليك أن تزورها وتطمئنَّ عليها ، فما كان من الابن إلاَّ أن قال : أنا مُتأسِّف ,, اليوم سفري مع عائلتي لقضاء إجازة العيد في باريس وعندما أعود سآتي لزيارتها !!
ازدادت حالة أم سامي سوءاً وكانت في غيبوبتها فكانت المشرفة تسمعها تقول :
" اللهم انتقم منه ومن زوجته ، اللهم انتقم منه ومن زوجته " .
ومع حلول المساء تحسنت حالة الأم فقالت للمشرفة : أنا اشعر بقرب موتي، إذا جاء ولدي لاستلام جثتي قولي له هذه الرسالة : أمك تقول لك لا سامحك الله ، لا سامحك الله في الدنيا ولا في الآخرة ..
فازدادت حالتها سوءاً فإذا بها سكرات الموت ثم فاضت روحها بعد أن نطقت الشهادتين ، اتصلت المشرفة على سامي فإذا برجل آخر غير سامي يرد على المشرفة فقالت المشرفة : أين سامي أنا مشرفة دار المسنين أُريده في أمرٍ هام جداً ، فقال الرجل : سامي ذهب ولن يعود ، فقالت المشرفة : إنَّ أمه قد توفيت ولابد أن يأتي لاستلام جثتها ، فانفجر الرجل باكياً وقال : أنا شقيق زوجة سامي ، لقد كان سامي وزوجته متجهين إلى المطار ليلحقوا بالطائرة وكان سامي يقود بسرعة فانفجر أحد الإطارات ومع السرعة الزائدة تقلَّبت السيارة عدة مرات وفي غمضة عين تحوِّل سامي وزوجته وطفلها إلى أشلاء ممزَّقة وقِطَعْ متناثرة ، لقد كان مشهدًا فظيعاً .
(( لقد استجاب الله لدعوة هذه الأم المكلومة الضعيفة .. فهل من مُعتبر من قصة هذا الابن العاق بأمه )) ؟! ..
الخطبه الثانية
بعد هذه القصة هل من معتبر أسمع الى الثمن الثاني سامي الثمن الاول وهذه القصة الثمن الثاني كانت هناك ام عجوز وابنها المتزوج ويسكن معها في نفس المنزل وذات يوم جاء الابن من العمل ودخل عند زوجتة فشحنته بكلام
كثير عن امه فنزل الى امه غضبان ووجهه محمر فقال لامه المسكينه قومي سوف اذهب معك الى مشوار ولم تعرف الام نية ابنها فذهب بها الى الطريق الجبلي ووصل بها الى قمة الجبل
فقال لها: لقد نفد صبري ان لم تنتهي معاملتك لزوجتي فسأرميك
من هذا الجبل فقالت الام بكل سكينة ووقار افعل ماشئت ولكن قبل هذا دعني اصلي ركعتين وبعد انتهائها من الصلاة انشقت الارض وابتلعت الابن حتى رقبتة .
وذهلت الام وصرخت حتى سمعها المارة وجاؤا ليخرجوا الولد من الحفرة ولكن دون جدوى واستدعوا الشيخ الى الموقع فقال لها الشيخ هذا ثمن العقوق ادعي الله ان يفرج عنه ودعت الام ربها
حتى انفك الولد بقدرة الله
وعاد الولد الى الحياة ولكنه لايستطيع الشرب الا من يد امه لانه مهما شرب من الاخرين لايرتوي ابدا
انظروا الى الام كيف بادلت العقوق بالاحسان." هذا العقوق لا بقي شيء ينتشر في أو بين الشباب وفي الشارع ألا وهولعن والديه وكيف يلعن نعم يلعن أسمع ماذا قال حبيبكم صحيح) عن أبى الطفيل قال: سئل علي: هل خصّكم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس كافة؟ قال: ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس؛ إلا ما في قراب سيفى، ثم أخرج صحيفة، فإذا فيها مكتوب: "لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من سرق منار الأرض، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثا"(1). محدثاً" بكسر الدال: من يأتي بفساد في الأرض.أي: من نصر جانباً، أو آواه، وأجاره من خصمه، وحال بينه وبين أن يقتص منه . ويروى بالفتح وهو الأمر المبتدع نفسه، ويكون معنى الإيواء فيه الرضا به والصبر عليه ، فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر فاعلها، ولم ينكرها عليه أحد ، فقد آواه.هذا أخي الحبيب فختر الى نفسك مكاناً أوجواباً الى ربك وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صحيح) عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رغم(1) أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه". قالوا: يا رسول الله! من؟ قال: "من أدرك والديه عنده الكبر(2)، أو أحدهما، فدخل النار".