بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
إكتشاف علمي جديد لحشرات تأكل المخلفات و تنتج الوقود
"لم يكن من الممكن أن أتخيل منذ عشر سنوات أنني قد أفعل ذلك" كانت هذه كلمات "جريج بال"، متخصص برمجيات سابق... كان الرجل يتحدث لصحيفة لندنية عن الحشرات، وبالتحديد عن الحشرات المطورة وراثياً، والدقيقة للغاية، و هو التطور الوراثي الذي يجعلها عندما تتغذى على المخلفات النباتية مثل رقائق الخشب أو القش، تفعل شيئاً فائق الغرابة، حيث تنتج النفط الخام. بالطبع هو شيء لا يصدق، ولكنه في الوقت ذاته ليس من نسج أحد مؤلفي الخيال العلمي، كان السيد "بال" يتحدث ممسكاً بيده كوباً مليئاً بفضلات الحشرات المشار إليها، و الذي من الممكن، على المستوى النظري بالطبع، أن يوضع بخزان الوقود الخاص بالسيارة لتعمل به بدلاً من الوقود التقليدي المعروف . يشغل السيد "بال" منصب أحد كبار المديرين لشركة أمريكية وهي واحدة من الشركات العاملة بالقرب من وادي السيليكون . يعلق "جريج" قائلاً "جميعنا يسعى بجدية إلى إنجاز هذا الأمر على وجه السرعة" فلهدف الأساسي للشركة بسيط للغاية (على المستوى المرحلي) وهو الحصول على بديل للنفط. كما أعلنت هذه الشركة أن النفط الجديد لا يعتبر نوعاً من الوقود المتجدد فحسب، بل يتميز علاوة على ذلك بأنه يحقق نتيجة سليبة مع مادة الكربون بمعنى أن نسبة الكربون الناتج من احتراقه تقل بكثير عن مثيلاتها في أنواع الوقود الأخرى. ويؤكد "بال" أن الحشرات المستخدمة في التجارب هي كائنات دقيقة يصل حجم الواحد منها إلى واحد على مليار من حجم النملة الصغيرة.
هي الحشرات التي كانت قبل التعرض لعملية التطوير الوراثي تنتمي إلى فئة البكتيريا غير الضارة المنتجة للخميرة، إلا أن الشركة قامت بتعديلات وراثية على هذه الحشرات أو الكائنات الدقيقة من خلال إعادة تصميم مركب الـ DNA الخاص بها. وحول ذلك يتحدث "بال" قائلاً "منذ فترة تتراوح ما بين 5 إلى 7 سنوات بدأت هذه العملية التي تكلف العمل بها مئات الدولارات شهرياً في ما مضى، ثم تطورت لتسير على وتيرة أسرع لتستغرق بضعة أسابيع بتكلفة تتجاوز 20 ألف دولار"و لأن خام النفط (الذي يمكن تكريره للحصول على مجموعة متنوعة من المنتجات مثل البنزين و وقود الطائرات) من المنتجات التي يمكن التعامل معها من خلال بعض عمليات إزالة و عزل الأحماض الدهنية للحصول على مركبات و مواد مختلفة في إطار بعض العمليات القائمة على عملية التخمر، فلن يكون من الصعب الحصول على النتيجة المأمولة من عمليات معالجة إفرازات الحشرات أو الكائنات الدقيقة.
و عن الوضع الحالي لتطوير هذا الاكتشاف العلمي، لا تهتم الشركة كثيراً باستخدام الذرة كمادة خام لتجنب المشكلات الشائعة في مجال استخدام المحاصيل الغذائية في توليد الطاقة مثل مشكلة نقص الغذاء التي نتجت منها أعمال شغب في مناطق متفرقة من العالم، و بدلاً من ذلك فكرت الشركة في تطوير بدائل تتفادى بها إنهاك الموارد الغذائية لصالح الطاقة من خلال اللجوء إلى المخلفات الزراعية التي لا تضر بتلك الموارد مع مراعاة أن تتوافر تلك البدائل و تتناسب مع المناخ و الاقتصاد المحليين.
و كان من بين تلك البدائل، قش القمح الذي نجح استخدامه في ولاية كاليفورنيا و رقائق الخشب و لحاء بقايا الأشجار.و تجدر الإشارة إلى أن استخدام الحشرات أو الكائنات الدقيقة في عمليات التخمر يعتمد على آلية تشبه إلى حد بعيد تلك الآلية الموظفة في استخدام البكتيريا الطبيعية في إنتاج الإثانول إلا أن هناك ثمة فارقا بين العمليتين و هو أن عملية إنتاج الإثانول يتطلب عملية معقدة لتحويل الغاز إلى الحالة السائلة بهدف الحصول على الطاقة المكثفة في صورتها النهائية، بينما تخرج إفرازات الحشرات الدقيقة في صورة قابلة للضخ دون الحاجة إلى أي عمليات وسيطة. و من المتوقع خلال فترة وجيزة أن تنتهي الشركة من تصميم جهاز إنتاج الكميات بسعة 1000 لتر مكعب و هو عبارة عن وعاء اسطواني مصنوع من مادة الاستانلس ستيل يوضع بجواره جهاز حاسوب في حجم خزانة الملابس يتصل بالوعاء عبر مجموعة كبيرة من الكابلات و الأنابيب التي لم يتم إتمام توصيلها بعد. و من المقرر طبقاً للدراسات و الأبحاث الجارية أن تصل القدرة الإنتاجية لهذا الجهاز إلى ما يوازي برميلا من النفط أسبوعياً في حالة تغذيته ب 40 قدما مربعا من المخلفات.
منقووووووووووووول