أمّاهُ
...يَا جَنَّةً بِفُؤَادِي!
لم و لن احتفل بعيد الأم ،
فهو بدعة ، و لكن أشدو لأمّي :
أيّ القوافي قد تطيقُ مشاعري ؟ = و الحبُّ
في قلبي كغيثٍ هامرِ
أيّ القوافي قد تنالُ ثناءها ؟ = حين المديحِ لها بعذبِ
خواطري
فهي التي سقتِ الفؤادَ محبَّةً = و روتْه من شهد الغرامِ الباهرِ
فإذا
صرختُ ، إذا بها لا ترتجي = إلاّ هدوئي في حنانٍ غامرِ
و إذا مرضتُ ، إذا عيونك
زائري = كملاك رحمةَ قد أتي من غافرِ
و أتيتُ ذا دمعٍ سكوبٍ هاطلٍ = فإذا بها و
دموعها بتكاثري
لم تسألي : ما علّتي ، لكنها = تبكي مخافة أن أصيبَ مخاطري
و
إذا ابتسمتُ ، إذا بها قد جاوزتْ = قمم الجبالِ سعادةً كالطائرِ
*****
أمّاهُ
... يا لحن المحبة و الهوى = يا منتهى الحبِّ الشفيفِ الآسرِ
يا نبع خيرٍ ، و
الهدى أفعالكم = فاللهُ أيّدكم بكلِّ مفاخرِ
لي في ضلوعكِ زمْزمٌ قد جئتُه =
رضعًا و ضمًّا في الزمانِ الباكرِ
كم قد رشفتُ أرجه متلذّذًا = و أتيتُه طمعٌا
بخيرٍ وافرِ
*****
أمّاهُ ... يا صوت الوفاء بمهجتي = يا دُرَّ قافيتي ، و
نور مشاعري
يا جنّةً في الأرضِ قد أُدخلتُها = فرأيتُ فيها مبهجًا
لنواظري
أبصرتُ فيكِ منارةً قُدسيّةً = ممشوقةً فوق السحاب الطاهرِ
و هناك
أنتِ مليكةٌ في عرشها = توحي إلى قلبي بشعرِ الشاعرِ
فأجرُّ أشعاري على نغمِ
الهوى = أوّاه...أنت قصائدي و خواطري!
*****
في كلِّ يومٍ أنتِ عيدٌ قادمٌ =
من خلفِ أبوابِ المدى المتناظرِ
ما كنتُ محتفلا بعيدكِ مثلهم = لكنّني في
البِرِّ فضُّ سرائري
و الله قد جعل التودّدَ شرعةً = في حقكم ، ما قال : عيدُ
الآخرِ
فإذا أطعْتًكِ ، أو منحْتكِ قبلةً = فالعيدُ عيدكُ دون شكٍّ ظاهرِ
و
أنا بُنيُّك ، لن أقولُ بغيرها = قد جئتُ ممزوجًا بها كالشاكرِ
أنتِ الأنا ،
ماذا أقولُ لكم سوى = (( أيّ القوافي قد تطيقُ مشاعري ))